الزيادة الكبيرة في شعبيَّة (فيسبوك) تقترح أنَّه بقدم لنا شيءً لطالما أردناه. إنَّه يسمح لنا بالبقاء على تواصل مع ابن عمّنا الذي فقدناه منذ زمن طويل, و صديقنا العزيز من الصَّف الأول, بالأضافة الى 491 صديق و قريب اخر, في نفس الوقت و مباشرةً, لا حاجة للذهاب الى مكتب البريد. بكبسة زر, يمكننا معرفة ماذا تناولت ابنة صديقنا اليوم على الفطور, أو ماذا ارتدى كلب صديقنا الى حفلة رأس السَّنة الماضية ولكن, مثل كل المكاسب في الحياة, (فيسبوك) له أثمانه النفسيَّة أيضاً, و الكثير منها لا نلاحظه. دراسة حديثة اظهرت أن المستخدمين الشديدين لفيسبوك يتعرضون لأضرار بصحَّتهم العاطفيَّة مع مرور الزمن. (Kross et al., 2013) فيما يلي, استعراضاً لبعض الدراسات التي تقترح 7 طرق يسبب (فيسبوك) فيها الضرر لصحتك النفسيَّة: 1:- يمكن أن يجعلك تعتقد أنَّ حياتك ليست بروعة حياة الاخرين. عالم النفس الاجتماعي (ليون فيستنغر) وجد أنَّ الناس بطبيعتهم ميَّالون الى اجراء مقارنات اجتماعيَّة. للإجابة على سؤال مثل "هل حالي أفضل أم أسوأ من الطبيعي؟" عليك أن تتفقد أحوال بعض الناس الاخرين, و (فيسبوك) هو طريقة سريعة و سهلة لعمل مقارنات اجتماعيَّة,ولكن في لمحة واحدة يمكن أن ترى أنَّ صديقك يمضي وقتاً ممتعاً في عشاء فاخر في مطعم فاخر, أو أن تراه يقضي اجازة ممتعة في مكانٍ ما. دراسة أجراها (Chou and Edge) في 2012 أظهرت أنَّ المستخدمين الشديدين لفيسبوك يميلون إلى الأعتقاد بأنَّ الاخرين لديهم حياة افضل و أكثر سعادة من حياتهم, و بالتالي يشعرون أنَّ الحياة غير عادلة. 2:- يمكن أن يجعلك تشعر بالحسد تجاه نجاحات أصدقائك. هل أعلن ابن عمِّك الإسبوع الماضي عن ترقية جديدة في عمله, و شراء سيارة جديدة, و أرسل صوراً من اجازته الحاليَّة على متن سفينة الى اوروبا ؟ لا يجعلك الفيسبوك تشعر بأنَّك لا تشارك اصدقائك الفرحة فحسب, بل يمكنه أن يجعل تحسدهم على سعادتهم. و جد العلماء (Buxmann and Krasnova 2013) أن رؤية أخبار أصدقائك السعيدة على الفيسبوك قد يجعلك تحسدهم على سعادتهم و نجاحاتهم و مظهرهم. نتائج اضافية اظهرت أنَّ تتبع الاخرين السلبي على فيسبوك قد يكون سببه شعورك بالحسد تجاههم. 3:- قد يجعلك تظن خطاً أنَّ الناس مجمعة على رأي معين. إجلس بالقرب من أحد أصدقائك و قوموا بإجراء بحث معين على موقع غوغل,كلٌّ عل حداً, الباحث (الي باريزي) مؤلف كتاب (The Filter Bubble 2012) يؤكد أنكما لن تحصلا على نفس النتائج. لم تصبح نتائج بحثك على شبكة الإنترنت معدلة لتناسبك فقط, بل كذالك الأمر بالنسبة لمواقع التواصل الإجتماعي ايضاً. موقع فيسبوك يظهر لك أولاً القصص و الأخبار من أصدقائك الذين لديهم اهتمامات مشابهة لإهتماماتك, ما قد يؤدي الى تشويه نظرتك للعالم (Constine,2012). هذا قد يجعلك تعتقد أنَّ المتسابق المفضل لديك بمسابقة معينة, سيصوت الجميع له, بالرغم من أنَّ الجميع يقول عكس ذالك ولكنك لا ترى إلا اراء من يشاطرك الرأي. 4:- بأمكانه أن يبقيك على تواصل مع أناسٍ من الأفضل لك أن تنساهم. هل تريد معرفة ما أحوال طليقك أو حبيبك السابق؟ يمكنك ذالك عبر الفيسبوك, ولكن هذا ليس شيءً جيداً. الملاحقة عبر الفيسبوك جعلت من التخلص من العلاقات السابقة أمراً صعباً. هل تبدو بنفس الكأابة التي أنا فيها؟ هل هذه الرسالة الغامضة التي كتبتها على الفيسبوك موجهة لي ؟ هل بدأت تواعد ذلك الشاب الذي رأيته معها ؟ كل هذه أسألة من الأفضل أن لا تتم الإجابة عليها, الباحثة (Marshall 2012) وجدت أنَّ مستخدمي الفيسبوك الذين يزورون صفحات شريكهم السابق عانو من اضطرابات في تعافيهم العاطفي بعد الإنفصال, و مستوى أكبر من الحزن. حتى لو كنت تصادف طليقك أو حبيبك السابق في حياتك اليوميَّة, تأثير المراقبة عبر مواقع التواصل الإجتماعي أسوأ بكثير من تأثير المصادفة في الحياة اليوميَّة. 5:-
يمكن ان يجعلك تشعر بالغيرة على شريكك الحالي.
الملاحقة عبر الفيسبوك لا تتم فقط على طليقك أو حبيبك السابق. من هذه الفتاة (ستايسي) التي "تعجب" بمنشورات زوجي دائماً؟! الباحثان (Krafsky and Krafsky) مؤلفي كتاب (زواجك و الفيسبوك) (Facebook and your marriage 2010), يتطرقان إلى العديد من المشاكل الزوجيَّة التي تنشأ بسبب استخدام الفيسبوك. "تفقد" صفحة شريكك باستمرار قد يؤدي إلى غيرة و حتى إلى شك غير مبرر, بخاصة اذا كان شركاء شريكك السابقين على تواصل معه بإستمرار. الباحثان يقترحان في كتابهما أن تتحدث مع
شريكك حول السلوكيات التي تعتبرونها امنة و موثوق بها على الفيسبوك, و أن تحددو معا ما هي السلوكيات التي تجعلكم غير مرتاحين.
6:-
يمكن أن يكشف معلومات قد لا ترغب بكشفها لمديرك أو مدرائك المستقبليين.
هل تريد حقاً أن يعرف مدير الشركة التي ستتوظف فيها كيف كنت تشرب بشدة في سهرة الاسبوع الماضي ؟ أو عن تلك الليلة المجنونة التي قضيتها مع الشابة المثيرة؟ الباحثان (Peluchette and Karl 2010) وجدا أنَّ 40% من مستخدمي الفيسبوك يذكرون شربهم للخمر على صفحاتهم, و 20% يذكرون النشاطات الجنسية. كثيرا ما نعتقد أنَّ هذه المنشورات بعيدة عن الأعين المراقبة, ولكن هذا غير صحيح. بينما 89% من الباحثين عن وظيفة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي, 37% من الباحثين عن موظَّفين يستخدمونها أيضاً لتفقد صفحات النتقدمين على الوظائف. (Smith 2013).
7:- يمكن أن يصبح استخدام الفيسبوك ادمانياً.
هل تعتقد أنَّ أكثر الأشياء التي ندمن عليها انتشارا هي القهوة و السجائر و الكحول ؟ فكِّر مجدداً. (الدليل الخامس لتشخيص الإضطرابات النفسيِّة DSM-5) يتضمن تشخيص جديد اثار جدلاً, مجموعة من المقاييس لتقيس مقدار الإدمان على استخدام شبكة الإنترنت. الإدمان على الفيسبوك جذب انتباه العديد من وسائل الإعلام العالمية المشهورة, و هذا أدى الى إنشاء (مقياس الإدمان على الفيسبوك). لإستكشاف مدى جديِّة هذا الإدمان الجديد, قام الباحث (Hofmann and colleagues 2012) بإرسال رسائل نصيِّة بشكل عشوائي الى مشاركين في بحثه, على مدى اسبوع, يسألهم ما الذي يرغبون بفعله حالياً, و وجدو أنَّ استخدام وسائل التواصل الإجتماعي كان مرغوباً أكثر من السجائر و القهوة و الكحول.
بالطبع, ليست كل الأخبار حول فيسبوك سيئة. بعض الدراسات تظهر أنَّ الفيسبوك يساعد على تخفيض الشعور بالوحدة عندما يستخدم للتواصل مع الأصدقاء. الباحثان (Fenne Deters and Matthias Mehl 2012) جعلو مشاركين ينشرون تحديثات أكثر من العادة حول حالتهم في الاسبوع, و وجدو أنَّ هذا قد زاد من شعورهم بالتواصل الإجتماعي و أدى الى إنخفاض في شعورهم بالوحدة.
صفحتنا على الفيسبوك: http://facebook.com/maktabatona1
المصدر باللغة الإنكليزيَّة : Original source in English : https://www.psychologytoday.com/blog/sex-murder-and-the-meaning-life/201404/7-ways-facebook-is-bad-your-mental-health