ما عدتُ أصرخُ، ولكن قلبي اعتادَ الألمَ. باتتِ الأشياءُ لا تُبهجُني. في معظمِ الأحيانِ لا أريدُ سوى الانتشاءِ لأُريحَ ذلكَ الجسدَ، ولتهدأَ تلكَ الأعصابُ. ولكن سيظلُّ خوفي الأكبرُ أنْ أعتادَ المخدرَ، فتأتيَ الفوضى مجددًا.
احساس بشع من فقدان النفس والذات والهوية، وسط العتمة دي لافي نور ولا في حاجة، ولا المستقبل بقي حاجة نستبشر بيها خير، وسط كل الكفاح مع الماضي بقي في كفاح الضعف وسط المستقبل المعتوه دا ومع ان كانت طلباتي مش كتيرة ومش صعبة ومش محتاجة جهد، بس لكون ان انا بطلبها او لكونها هتسهل الحياة بقت صعبة تتنفذ بأي شكل وبأي تمن..
قلبي يعاني بشكلٍ مريعٍ. اليومَ كلُّ يومٍ هو الأَسوأُ. أشعرُ أنني لا أشعرُ، كما أنني أعجزُ عن البكاءِ. كلُّ شيءٍ لم يعد كما كان، وكلُّ شيءٍ ليس طبيعيًا، وهذا مرهقٌ جدًّا. أشعرُ بأنني لا أستطيعُ مواكبة جسدي؛ لا أستطيعُ التنفُّسَ كما في السابقِ. بالكادِ أتنفَّسُ لأنجو، لا لأشعرَ برئتيَّ أو لأشعرَ بأنني حيٌّ. العالمُ ليس بالسوءِ الذي أعيشهُ في عقلي، ولن يكن بالبشاعةِ التي يعاني منها عقلي دائمًا. واليوم، وبعد مضيِّ الكثيرِ من الأشهرِ في محاربة ذلك الشعورِ وحدي، أشعرُ أنها لم تكن محاولاتِ تغييرٍ بل محاولاتِ هربٍ، ومحاولاتِ إيقافِ هذه المعاناةِ ليسَ إلاَّ.
الطبيعي انك بتمسك القصة وبتشوف النمط بتاعها علشان تقدر تحللها، وبعدها بتمسك قصة تانية وبتشوف النمط بتاعها وتحللها وهكذا.. والغرض ديماً من التحليل هو انك تفهم اللغز علشان تقدر تطلع بكل السيناريوز الممكنة وتحلل كل واحدة علي حدى فا تقدر تصحح مسارك ديماً وتلاحظ الاخطاء ودي مش فلسفة زايدة لا بجد دا طبيعه الحياة بالنسبالي علي الاقل ((الغاز بنحلها)) بس المنطق مش صح، وتحليلك في حجات معينه مش صح، لان الحياة ميكس غريب بين المنطق واللا منطق، واللا منطق هنا لما تيجي تمنطقه (جملة غريبة) هيبدأ يبقي منطقي! اللا منطق وهو ايمانك بحجات معينه، انك من وسط الضملة دي هتنجو! ماهو دا لا منطق في حد ذاته انت في حفرة في الصحرا وهيا ضلمة وانت مفيش اي طاقة حتي تنادي كل ساعه بالمنطق انت في تعداد الموتي، بس لما تنجو وتقول انه لا منطق في خروجك مع الوقت هتفهم ان في منطق وغاية وهدف منك هتعمله غصب عنك لاننا هنا مش موجودين كدة صدفة يعني فا حاول تمنطق الي تقدر عليه علشان دي طبيعة عقلك، والي ملوش منطق حاول تصبر عليه وافتكر ديماً انها ارض الله يفعل بها ما يشاء، وديماً حاول انك
في حالةٍ مذريةٍ من السُّكر، كنتُ أشعرُ بالضبابِ أينما كانت وجهتي، وكدتُ أُصابُ بالجنون؛ مزقتُ جسدي بشكلٍ مستمرٍّ على فتراتٍ متباعدة، ومزقتُ عينيَّ أيضًا، ولا زلتُ في الضباب. لا زال جسدي يُرهقني، لأنني لا أستطيع أن أرى أمامي، ولا أستطيع رؤيةَ المجهولِ القريبِ مني.